الله بالخير رياضة
اكملنا نصف المشوار
اكرام زين العابدين
تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كاس آسيا 2027 في السعودية وضمن
التأهل للمرحلة الثالثة والحاسمة من تصفيات كاس العالم 2026 بعد تحقيق الفوز على
الفلبين بخماسية وتصدر مجموعته السادسة برصيد (12) نقطة بانتهاء الجولة الرابعة من
التصفيات الآسيوية.
بحسبة بسيطة نجد ان منتخبنا بقيادة الاسباني كاساس حقق الفوز بالمباريات
الاربعة وبنتائج متفاوتة ، لكن المهم انه جمع علامات كاملة جعلته بالصدارة وابتعد
عن الحسابات المعقدة التي كات تحدث في المرات السابقة وتجعل مسالة تأهلنا يتأجل من
مباراة الى اخرى.
قبل ايام حقق منتخبنا الوطني الفوز على الفلبين في البصرة بهدف يتيم ،وبدأت
اغلب الاصوات ترتفع مطالبة باجراء تغيرات بصفوف المنتخب لانه لم ينجح في تقديم
مستوى متميز امام فريق ضعيف ، وغابت الحلول عن الفريق مما اعتبره البعض قصور بعمل
الملاك التدريبي علماً ان مباراة البصرة شهدت غياب هداف الفريق ايمن حسين ، لكن
الفريق حصل على اكثر من (24) هجمة وفرصة بعضها كان قريب من هز الشباك ، والغى
الحكم الكويتي هدفاً صحيحاً ، وخرج الفريق بفوز صعب .
هنا نقول لو ان الفريق نجح في تسجيل اكثر من هدف ولم يقدم المستوى الفني
المطلوب ، هل كانت نفس الاصوات تتصاعد على كاساس وتطالبه بان يكون اداء الفريق
بشكل افضل ، والجواب بالتاكيد لا ، لان الاهداف والفوز تغطي على اغلب العيوب التي
تظهر على اداء الفريق.
البعض طالب ومازال بايجاد تشكيلة مستقرة للفريق يستطيع من خلال اللعب
باسلوب فني أفضل ، لكن هؤلاء تناسوا ان تصفيات كاس العالم طويلة وتحتاج الى اكثر
من لاعب جاهز خلال فترة المباريات التي تمتد لشهور ، وقد يتعرض اللاعب للطرد
والايقاف او المرض والاصابة عندها يجب ايجاد البديل الجاهز لشغل مراكز الغائبين.
لذلك فان الاسباني كاساس انتفض بعد نهاية مباراة الفلبين الثانية واعلنها
صراحة رفضه هذه المطالب بالاستقرار على تشكيلة واحدة للفريق لان تفكير هؤلاء محدود
ولا يدركون طبيعة المشاركة في التصفيات المونديالية التي تحتاج الى عدد كبير من
اللاعبين الجاهزين من اجل المناورة بهم في كل المباريات بالاضافة الى اعطاء الفرصة
المتساوية لكل اللاعبين.
وهنا نشير الى ان البعض ممتعض من خلال استدعاء كاساس لبعض الاسماء الكبيرة
بالسن والتي يعتقد البعض ان عطائها قل وانها حصلت على فرص كافية ، لكن رأي كاساس
كان اعطاء الفرصة للجميع لاثبات جدارته ، وان الصورة اصبحت واضحة الان .
ومازالت بعض الاصوات الاعلامية والتدريبية تحاول استمرار تشغيل اسطوانه
اللاعب المحلي والمغترب وتسعى الى ايجاد الفرقة والتناحر بينهم من اجل تحقيق غايات
غير نبيلة لا تخدم مستقبل منتخبنا الوطني بالرغم من ان اغلب المتابعين اصبحوا على
يقين بان المدرب هو من يختار الاصلح لارتداء فانيلة الوطن محلي كان ام مغترب بدون
اي املاءآت.
واثبتت التجارب والمباريات الاخيرة نجاح فكرة اعطاء الفرصة للاعبين شباب
لاسيما من المحترفين بالدوريات الاوروبية مما جعل اداء المنتخب يتحول تدريجيا الى
الامتاع الكروي بعد ان كان مملاً بشكل كبير.
ان تواجد عدد من لاعبينا الشباب الذين يلعبون بالدوري المحلي مهم جداً خلال
المرحلة المقبلة ، لان عطائهم سيستمر لسنوات طويلة وخلال يكتسب الخبرة تدريجياً .
لكن الاخطاء الدفاعية ما زالت موجودة في منتخبنا ، لكننا على يقين انها
ستختفي تدريجياً لاسيما بعد انتهاء مباريات كأس آسيا لتحت 23 عاماً والتي ستجري
الشهر المقبل في قطر وبمشاركة منتخبنا الاولمبي ، وعندها ستكون لكاساس خيارات اكثر
في ظل وجود اسماء شابة بهذا المركز نتوقع لها التالق لاسيما وانها تلعب في
الدوريات الاوروبية.
|