حديث الملاعب

لندعم خيارات شنيشل

خالد جاسم      

متأكد جدا إن الكابتن راضي شنيشل لن ينال شهادة الرضا من كثيرين مهما فعل من تغييرات وتبديلات في قائمة لاعبي المنتخب الوطني، حتى لو كانت تلك المتغيرات تناسب مزاجية هذا، وتنسجم مع تمنيات ذاك سواء كان أصحاب هذه الأمزجة وتلك الأمنيات هم من صنف الحريص وينشد المصلحة العليا للمنتخب، أو ممن لديهم غايات ومصالح خاصة سواء تهدف للترويج لصالح لاعب معين، أو إصطناع ضجة لالزوم لها أو إستهداف لشخص شنيشل نفسه، أو نوعا من إستعراض المفهومية التي لا مبرر لها, طالما إن العصمة أولا وأخيرا في كل ما يتعلق في مسألة إختيار اللاعبين المؤهلين تبقى بيد شنيشل نفسه، الذي يدرك حتما إن رضا الناس غاية لا تدرك. 

وعندما نشير الى تلك الحقائق التي نجدد الإشارة إليها مرة أخرى اليوم نذكر ان الكابتن راضي شنيشل وبعد إنتهاء المشوار التدريبي القصير في ماليزيا، وخاض خلاله منتخبنا مباراتين مع نظيره الكوري الشمالي، قد حسم أمر القائمة النهائية التي سيواجه بأدواتها أولى الإختبارات العصيبة في مشوار تصفيات كاس العالم الحاسمة أمام المنتخب الاسترالي، ثم المنتخب السعودي في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ومن ثم فإن الرجل وبغض النظر عن النتائج التي خرج بها في المباريات التجريبية والودية التي لعبها منذ توليه المهمة، ليست بذات قيمة مقارنة بجدواها الفنية التي وضعت شنيشل أمام خيرات حاسمة سواء ما يتعلق منها بالتشكيلة المناسبة، أو في المعالجات التكتيكية التي وضعها وفقا لقراءاته الفنية الخاصة، ومن ثم علينا إدراك وفهم فلسفة الرجل في بناء منتخب وطني جدير بالإحترام، وهي مهمة ليست سهلة على الإطلاق, وأعرف جيدا إنها ليست غائبة عن فكر شنيشل الذي بطبعه يعشق التحدي، ويمتلك من الثقة الكبيرة في النفس في تحقيق هدفه الصعب بما ينسجم وجوهر فلسفته التدريبية, وإلا لما وافق على قبول المهمة في الأساس, كما إن هذا الهدف المتمثل في البناء الجديد كان لابد أن يصطدم بعقبات وتحديات من هنا وهناك, لكني على ثقة تامة بقدرة شنيشل وزملائه على تجاوزها حتى وإن كان عليهم تحمل الكثير من الضغوط والزوابع التي تثار بين وقت واخر, وهي بكل تأكيد مصنفة في خانة الأمزجة وأصحابها النشطين في بورصة الكلام لا أكثر.

نعم، شخصيا أمتلك ملاحظات حول الأسماء، سواء التي ثبتت أو التي غيبت, لكن لن أسمح لنفسي التدخل في شأن هو ليس من إختصاصي، حتى وأن كانت تلك الملاحظات موضوعية ومتجردة من الخصوصية والغايات الأخرى، طالما إن الكلمة الأولى والأخيرة هي ضمن نطاق تخصص وصلاحيات وسلطة المدير الفني للمنتخب الوطني وليس أحد سواه, وما علينا سوى تقديم الدعم والإسناد المعنوي للرجل ولاعبيه، لأننا ندرك جميعا حجم المهمة الكبيرة التي تنتظر منتخبنا الوطني في الأستحقاق الأهم وهو مشوار التصفيات الحاسمة للمونديال، التي تتطلب توظيف كل الجهود والطاقات بما في ذلك الاعلام الرياضي، من أجل تجهيز وإعداد المنتخب الوطني بالصورة المثلى لتحقيق الهدف الكبير.

أفهم تماما إن الكابتن راضي شنيشل يدرك قيمة الزمن وحساب مسافاته ومحطاته منذ تسلمه المهمة وحتى الان مع الإقتراب من معترك التصفيات الحاسم, كما أدرك جيدا إن الرجل قد رسم مفردات دقيقة لكل ما يبتغي تحقيقه في الإعداد المطلوب، سيما إن اتحاد الكرة ضاعف جهده من أجل تأمين كل مستلزمات وسائل تحقيق هذا الإعداد، وحيث لم تقصر اللجنة الاولمبية العراقية في تأمين الأموال اللازمة لأتحاد اللعبة من أجل توفير كل مستلزمات تحضير وتهيئة المنتخب الوطني، الذي يحتاج منا جميعا الدعم والمؤازرة والإسناد المعنوي والإعتباري برغم صعوبة المشوار.

السطر الأخير

· • لا يمكنك صعود سلم النجاح بأقدام الخوف المرتجفة